لا تزال صدمة الأحداث في سوريا تهيمن على المناخ العام للصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر (كانون الأول)، التي حاولت تقديم تحليلات لأسباب سقوط نظام الأسد وتداعياته على واقع إيران داخليا وخارجيا، مؤكدة أن هذا السقوط خسارة كبيرة للمشروع الإيراني في المنطقة.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، انتقدت حالة الضعف في التحليلات التي تخرج من إيران لتقييم الأوضاع في سوريا، وأشارت إلى أنه وفي اللحظات التي كان بشار يهرب فيها من عاصمته، كان المحللون الإيرانيون يقولون إن كل شيء بخير، وأن النظام السوري لن يسقط.
كما أشارت الصحيفة إلى الشريط الإخباري للتلفزيون الإيراني، وتساءلت: هل هذه الأخبار التي تنشر هي للأيام الحالية أم تعود لعشرين سنة مضت؟
وعن التخبط في وصف المعارضين للنظام السوري، قالت الصحيفة إن وسائل إعلام إيران كان حتى الصباح تصف المعارضين بـ"الإرهابيين" و"التكفيريين"، لكنها فجأة وعندما حان المساء غيرت خطابها، وأصبحت تصفهم بـ"المعارضين المسلحين"، موضحة أن هذه الحالة والتخبط الملحوظ لن يضر وسائل الإعلام فقط، بل سيؤثر سلبا على ثقة المواطنين بوسائل الإعلام الحكومية.
الكاتب عباس عبدي تطرق أيضا إلى هذه المشكلة في مقاله بصحيفة "اعتماد"، وقال: بعد هزيمة النظام السوري انقلبت وسائل الإعلام فجأة، وراحت تحلل الأحداث من زاوية أخرى. هذه التغطية الإعلامية نت ستقول في حال تحقق نصر للنظام السوري بأن دعما إلهيا وإمدادا غيبيا حدث للنظام فنال النصر والفلاح، لكن في المقابل وعند الهزيمة فإنهم يستذكرون معركة "أحد"، ويعدون أنصارهم بالنصر في المرحلة القادمة.
صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن الأحداث في سوريا سيكون لها ضحيتان كبيرتان، وهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقائد حركة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، زاعمة أنهما من ضمن أدوات إسرائيل في تنفيذ مشروعها في المنطقة، لكنها ستتخلى عنهما في النهاية، وسيكونان ضحايا لهذا المشروع التوسعي للدولة العبرية.
صحيفة "آكاه" دعت النظام إلى المبادرة والهجوم، وقالت إنه لا ينبغي لإيران أن تبقى "متفرجة" تجاه التطورات التي تجري الآن في سوريا والمنطقة، ويجب أن تكون لها مبادرة وخطة للهجوم، وليس الانتظار ومراقبة المستقبل.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"خراسان": ماذا يجب أن نفعل مع "دمشق الجديدة"؟
بهذا العنوان تطرقت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى تداعيات الأحداث في سوريا على مستقبل العلاقة بين إيران والنظام الحاكم الجديد في دمشق، بعد إسقاط بشار الأسد خلال أقل من أسبوعين.
وعن أولويات السياسة الإيرانية في سوريا قالت الصحيفة: طهران وباعتبارها لاعبا أساسيا في المشهد السوري يجب أن تكون لديها استراتيجية دقيقة وذكية للتعامل مع الحكومة الجديدة، وفي هذه الظروف يجب أن تعمل طهران "على ضمان أمن الضريحين (ضريح السيدة زينب وضريح السيدة رقية)، والحفاظ على البنية السورية ومنع تقسيمها، وإعادة إعمار محور المقاومة".
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يكون لإيران خطوط حمراء في ما يتعلق بأمن وسلامة الأضرحة، التي تعتبرها طهران ذات أهمية لها من حيث المذهب والهوية لدى الشيعة، وقالت إن طهران بإمكانها أن تستخدم دبلوماسية فعالة مع الحكومة الجديدة، وكذلك تستعين بإمكانيات المنظمات الدولية والتعاون مع دول الجوار.
كما رأت الصحيفة أن سقوط بشار الأسد- باعتباره أحد الحلفاء الرئيسيين لطهران في المنطقة- ستكون له تأثيرات قصيرة المدى على قوة إيران الإقليمية، ويجب أن تقوم طهران بشكل سريع بتعويض هذه الخسارة من خلال بناء شراكة استراتيجية جديدة مع قوة أخرى مثل الصين لتعويض هذه الخسارة.
وشددت الصحيفة كذلك على ضرورة أن تستمر إيران في البحث عن طرق لدعم حزب الله في لبنان، كما يجب عليها أن تتواصل مع دول مثل تركيا وروسيا لتكون الوجوه والشخصيات السورية المقربة من إيران حاضرة ضمن الحكومة الجديدة، وأن تستمر طهران بدعم الجماعات الموالية لها في سوريا، ليكون هناك دور لهذه الجماعات في موازنة القوى في سوريا، وبذلك تستطيع إيران أن يكون لها مكان في التحولات الإقليمية، وأن تضمن مصالحها على المدى البعيد.
"كيهان": سياسة الحكومة الإيرانية القائمة على مبدأ "الملاطفة مع الأعداء" هي سبب سقوط النظام السوري
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن سقوط بشار الأسد هو نتيجة لسياسة حكومة بزشكيان ودعوته إلى "الملاطفة مع الأعداء".
وأضافت الصحيفة أن هذه السياسة لها نتائج ذات عبر ودروس في الأشهر الأولى من تطبيقها من قبل الحكومة الإصلاحية بقيادة مسعود بزشكيان.
وكتبت "كيهان": بعد اغتيال هنية الذي جاء للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اطمأنت الحكومة إلى الوعود التي قدمتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وسلكت نهج "الملاطفة مع الأعداء"، وأجلت الرد الإيراني على اغتيال هنية، لكن أدى ذلك أن يقدم العدو على اغتيال نصر الله أيضا".
وذكرت الصحيفة أن دعاة "التصالح مع الغرب" هم من أعطوا الوصفات للتعامل مع الأعداء في الملف السوري، وهو ما انتهى بسقوط النظام السوري خلال 11 يوما.
"شرق": لا أحد يثق بروسيا ودعمها بعد سقوط بشار الأسد
قالت صحيفة "شرق" إن كثيرا من المحللين يذكرون انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، وظرف حزب الله الحالية، والقيود على إيران، كأسباب في سقوط بشار الأسد، لكن هذا يعد "عذرا أقبح من ذنب"، إذ كيف لنظام سياسي أن يكون معتمدا على قوى أجنبية بحيث يسقط خلال أيام محدودة عندما يقطع عنه الدعم الخارجي.
كما لفتت الصحيفة أن عدم دعم روسيا لحليفها الكبير هو درس آخر مستفاد من هذه الأحداث، وتساءلت بالقول: هل هناك دولة أخرى تثق بالدعم الروسي بعد تخليها عن بشار الأسد؟".