صحف إيران:

سقوط بشار الأسد.. وأخطاء إيران.. وخسائر "محور المقاومة"

Sunday, 12/08/2024

توقعت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، سقوط بشار الأسد، رغم صدور هذه الصحف قبل الإعلان الرسمي عن سقوط النظام. وذهبت في تحليلاتها إلى أن مرحلة جديدة فرضت على سوريا حكاما ومحكومين.

صحيفة "آرمان ملي" عنونت بالقول: "تحرير الشام على أبواب دمشق" متجنبة استخدام كلمة "الإرهابيين" في وصف المعارضة السورية وهو استخدام دأب عليه النظام الإيراني ووسائل إعلامه منذ سنوات إلى أن تراجع في الأيام القليلة الماضية واختار عنوان "المعارضة المسلحة" في وصف هذه الفصائل المتقاتلة مع النظام السوري.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وقوله: "لتبدأ المفاوضات السياسية في سوريا" بعد أن أدرك نظام طهران استحالة قمع المعارضين في هذه المواجهة بين السوريين ونظام البعث الحاكم منذ أكثر من 5 عقود.

صحيفة "اعتماد" ذكرت نقلا عن خبراء ومراقبين سياسيين أن إيران باتت تملك أوراقا قليلة جدا لتغيير المعادلات في سوريا.

أما صحيفة "جمله" فاستخدمت عنوان "بشار الأسد في المحطة الأخيرة"، فيما انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" النظام الإيراني وضعف سياساته في الملف السوري الأمر الذي جعل الأمور تصل إلى هذه النقطة.

كما كتبت صحيفة "ستاره صبح" في مانشيتها ليوم الأحد: "معارضو بشار الأسد في الطريق إلى دمشق"، وذكرت أن سوريا أصبحت أقل أهمية بالنسبة للروس مقارنة مع الإيرانيين الذين يشعرون أن ضياع سوريا يشكل ضربة كبيرة لمشروعهم وسياساتهم طوال العقود الماضية.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"اعتماد": إيران تواجه معضلتين.. أزمة اقتصادية داخلية وظروف حربية في الخارج

قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن إيران تواجه الآن معضلتين أساسيتين الأولى داخلية والثانية خارجية، فعلى الصعيد الداخلي تواجه طهران أزمة اقتصادية تحولت إلى تحد كبير أمامها، أما على الصعيد الخارجي فهي تواجه ظروفا حربية لكن دون أن تملك رؤية لمواجهة هذه الحرب والتعامل معها.

وانتقدت الصحيفة التخبط في الدبلوماسية الإيرانية وتحركات وزير الخارجية عباس عراقجي وقالت: "بالرغم من أننا نلاحظ تحركات دبلوماسية من قبل المسؤولين لاسيما وزير الخارجية فإنه يبدو للعيان أن إيران لم تدرك جيدا التحدي الرئيس أمامها وهو الحرب الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها".

وعن العلاقة بين إيران وتركيا في ظل الأزمة الأخيرة قالت الصحيفة إن طهران وأنقرة تعيشان الآن مرحلة من "الصراع الخفي"، مستبعدة أن تكون تركيا مستعدة الآن لخفض التصعيد في سوريا بحيث تعطي المجال لإيران وحلفائها بالتنفس وإعادة تنظيم أوراقهم وقالت إن تركيا تريد أن تستغل الظرف الراهن في سوريا لدفع إيران وحتى روسيا إلى "الهامش".

"آكاه": الخيانة هي سبب انهيار النظام السوري

أما صحيفة "آكاه" الأصولية فهاجمت النظام السوري وقيادته بسبب ما سمته "الخيانة" في القيام بالواجب وقالت إن النظام في سوريا لم يقدر التضحيات التي بذلها "محور المقاومة" في سبيل الإبقاء عليه عندما تفجرت الأحداث عام 2011.

وكتبت الصحيفة: "6 آلاف قتيل من محور المقاومة ضحوا بحياتهم من أجل الإبقاء على هذا النظام لكن الجهاز السياسي والأمني والعسكري للنظام السوري لم يستطع أو لم يرد أن يحافظ على مكتسبات محور المقاومة وضيعها بسهولة".

كما ذكرت الصحيفة أن أحد الأسباب التي جعلت هذه المكتسبات تضيع هو قيام النظام السوري بحل ما يسمى "اللجان الشعبية والدفاع والوطني" وكذلك "إخراج معظم قادة محور المقاومة" من الأراضي السورية فيما يبدو أن الصحيفة كانت تفضل تشكيل جيش على غرار الحرس الثوري في إيران أو الحشد الشعبي في العراق بحيث يكون أكثر ولاء وإخلاصا للنظام الإيراني وأيديولوجيته.

كما ادعت الصحيفة أن النظام السوري لم يتقدم بطلب مساعدة من حلفائه كما حدث في المرة السابقة. وكتبت: "الأمر لم يعد كما في السابق حيث كان النظام السوري يود البقاء فطلب مساعدة من حلفائه. هذا يعني أن الرغبة والإرادة في الحكم قد ذهبتا من الحكام في سوريا هذه المرة وقد يكون ذلك نتيجة خطأ في الحسابات نابعة عن استشارة يقدمها الخونة إلى رأس الحكم في سوريا".

"جمهوري إسلامي": إيران أخطأت في الملف السوري عندما قبلت ببقاء إدلب تحت سيطرة الجماعات المسلحة

قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن إيران رضيت بالصفقة في الأزمة السورية مع تركيا وروسيا اللذين سمحا بأن تبقى إدلب وبعض المناطق الأخرى تحت سلطة المسلحين عندما كان النظام السوري وإيران قادرين على إنهاء وجودهم.

وكتبت الصحيفة :"إيران بحاجة ماسة إلى سوريا من أجل دعم المقاومة لوجستيا وفنيا وكان ينبغي أن لا تسمح ببقاء إدلب خارج سيطرة النظام لتتحول اليوم إلى قوة عسكرية منظمة تهدد النظام السوري وبقاءه".

ودعت الصحيفة النظام الإيراني إلى أن يعيد النظر في نهجه خلال الأشهر والسنوات الماضية لأنه وثق بأطراف ما كان ينبغي له أن يثق فيها من أجل الحفاظ على "محور المقاومة".

وختمت بالقول: "هناك صفقة كبيرة تتم في الشرق الأوسط، فهل سنعتبر من أخطائنا الماضية وهل سنتعظ من الخيانات التي ارتكبها بعض الذين يتظاهرون بصداقتنا"، حسب تعبير الصحيفة.

مزيد من الأخبار